أصحاب حياء وتكرم في الجاهلية فازداد حياؤهم وتكرمهم فلا يزال هذا الامر دائما لهم ولا يزال النصر معهم حتى يغيرهم من يغلبهم وحتى يلفتوا عن حالهم بمن غيرهم فغزا بلنجر غزاة في زمن عمر لم تئم فيها امرأة ولم ييتم فيها صبي وبلغ خيله في غزاتها البيضاء على رأس مائتي فرسخ من بلنجر ثم غزا فسلم ثم غزا غزوات في زمان عثمان وأصيب عبد الرحمن حين تبدل أهل الكوفة في إمارة عثمان لاستعماله من كان ارتد استصلاحا لهم فلم يصلحهم ذلك وزادهم فسادا أن سادهم من طلب الدنيا وعضلوا بعثمان حتى جعل يتمثل وكنت وعمرا كالمسمن كلبه * فخدشه أنيابه وأظافره (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن الغصن بن القاسم عن رجل عن سلمان بن ربيعة قال لما دخل عليهم عبد الرحمن بن بيعة حال الله بين الترك والخروج عليه وقالوا ما اجترأ علينا هذا الرجل إلا ومعهم الملائكة تمنعهم من الموت فتحصنوا منه وهربوا فرجع بالغنم والظفر وذلك في إمارة عمر ثم إنه غزاهم غزوات في زمن عثمان ظفر كما كان يظفر حتى إذا تبدل أهل الكوفة لاستعمال عثمان من كان ارتد فغزاهم بعد ذلك تذامرت الترك وقال بعضهم لبعض إنهم لا يموتون قال انظروا وفعلوا فاختفوا لهم في الغياض فرمى رجل منهم رجلا من المسلمين على غرة فقتله وهرب عنه أصحابه فخرجوا عليه عند ذلك فاقتتلوا فاشتد قتالهم ونادى مناد من الجو صبرا آل عبد الرحمن وموعدكم الجنة فقاتل عبد الرحمن حتى قتل وانكشف الناس وأخذ الراية سلمان بن ربيعة فقاتل بها ونادى المنادى من الجو صبرا آل سلمان بن ربيعة فقال سلمان أو ترى جزعا ثم خرج بالناس وخرج سلمان وأبو هريرة الدوسي على جيلان فقطعوها إلى جرجان واجترأ الترك بعدها ولم يمنعهم ذلك من اتخاذ جسد عبد الرحمن فهم يستسقون به حتى الآن وحدث عمرو ابن معديكرب عن مطر بن ثلج التميمي قال دخلت على عبد الرحمن بن ربيعة بالباب وشهريراز عنده فأقبل رجل عليه شحوبة حتى دخل على عبد الرحمن فجلس إلى شهربراز وعلى مطر قباء برود يمنية أرضه حمراء ووشيه أسود أو وشيه
(٢٣٨)