لقد علمت ما أنت بصاحب عمل ولكني تأولت ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن خليد بن ذفرة النمري عن أبيه بمثله وزيادة فقال أو تحمد نفسك بمعرفة من تعالجه منذ قدمت وقال والله يا عمار لا ينتهي بك حدك حتى يلقيك في هنة وتالله لئن أدركك عمر لترقن ولئن رققت لتبتلين فسل الله الموت ثم أقبل على أهل الكوفة فقال من تريدون يا أهل الكوفة فقالوا أبا موسى فأمره عليهم بعد عمار فأقام عليهم سنة فباع غلامه العلف وسمعه الوليد بن عبد شمس يقول ما صحبت قوما قط إلا آثرتهم ووالله ما منعني أن أكذب شهود البصرة إلا صحبتهم ولئن صحبتكم لأمنحنكم خيرا فقال الوليد ما ذهب بأرضنا غيرك ولا جرم لا تعمل علينا فخرج وخرج معه نفر فقالوا لا حاجة لنا في أبي موسى قال ولم قالوا غلام له يتجر في حشرنا فعزله عنهم وصرفه إلى البصرة وصرف عمر بن سراقة إلى الجزيرة وقال لأصحاب أبي موسى الذين شخصوا في عزله من أهل الكوفة أقوى مشدد أحب إليكم أم ضعيف مؤمن فلم يجد عندهم شيئا فتنحى فخلا في ناحية المسجد فنام فأتاه المغيرة بن شعبة فكلاه حتى استيقظ فقال ما فعلت هذا يا أمير المؤمنين إلا من عظيم فهل نابك من نائب قال وأي نائب أعظم من مائة ألف لا يرضون عن أمير ولا يرضى عنهم أمير وقال في ذلك ما شاء الله واختطت الكوفة حين اختطت على مائة ألف مقاتل وأتاه أصحابه فقالوا يا أمير المؤمنين ما شأنك قال شأني أهل الكوفة قد عضلوا بي وأعاد عليهم عمر المشورة التي استشار فيها فأجابه المغيرة فقال أما الضعيف المسلم فضعفه عليك وعلى المسلمين وفضله له وأما القوى المشدد فقوته لك وللمسلمين وشداده عليه وله فبعثه عليهم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد بن عبد الله عن سعيد بن عمرو أن عمر قال قبل أن استعمل المغيرة ما تقولون في تولية رجل ضعيف مسلم أو رجل قوى مشدد فقال المغيرة أما الضعيف المسلم فان إسلامه لنفسه وضعفه عليك وأما القوى المشدد فان شداده لنفسه وقوته للمسلمين قال فانا باعثوك يا مغيرة فكان المغيرة عليها حتى
(٢٤٣)