البحرين فأرسل أخاه الحكم بن أبي العاص في ألفين إلى توج وكان كسرى قد فر عن المدائن ولحق بجور من فارس قال فحدثني زياد مولى الحكم بن أبي العاص عن الحكم بن أبي العاص قال قصد إلى شهرك قال عبيد وكان كسرى أرسله قال الحكم فصعد إلى في الجنود فهبطوا من عقبة عليهم الحديد فخشيت أن تعشو أبصار الناس فأمرت مناديا فنادى أن من كان عليه عمامة فليلفها على عينيه ومن لم يكن عليه عمامة فليغمض بصره وناديت أن حطوا عن دوابكم فلما رأى شهرك ذلك حط أيضا ثم ناديت أن اركبوا فصففنا لهم وركبوا فجعلت الجارود العبدي على الميمنة وأبا صفرة على الميسرة يعني أبا المهلب فحملوا على المسلمين فهزموهم حتى ما أسمع لهم صوتا فقال لي الجارود أيها الأمير ذهب الجند فقلت إنك سترى أمرك فما لبثنا أن رجعت خيلهم ليس عليها فرسانها والمسلمون يتبعونهم يقتلونهم فنثرت الرؤوس بين يدي ومعي بعض ملوكهم يقال له المكعبر فارق كسرى ولحق بي فأتيت برأس ضخم فقال المكعبر هذا رأس الازدهاق يعني شهرك فحوصروا في مدينة سابور فصالحهم وملكهم آذربيان فاستعان الحكم بآذربيان على قتال أهل إصطخر ومات عمر رضي الله عنه فبعث عثمان عبد الله بن معمر مكانه فبلغ عبيد الله أن آذربيان يريد أن يغدر بهم فقال له إني أحب أن تتخذ لأصحابي طعاما وتذبح لهم بقرة وتجعل عظامها في الجفنة التي تليني فإني أحب أن أتمشش العظام ففعل فجعل يأخذ العظم الذي لا يكسر الا بالفؤوس فكسره بيده فيتمخخه وكان من أشد الناس فقام الملك فأخذ برجله وقال هذا مقام العائذ فأعطاه عهدا فأصابت عبيد الله منجنيقة فأوصاهم فقال إنكم ستفتحون هذه المدينة إن شاء الله فاقتلوهم بي فيها ساعة ففعلوا فقتلوا منهم بشرا كثيرا وكان عثمان بن أبي العاص لحق الحكم وقد هزم شهرك فكتب إلى عمر إن بيني وبين الكوفة فرجة أخاف أن يأتيني العدو منها وكتب صاحب الكوفة بمثل ذلك أن بيني وبين كذا فرجة فاتفق عنده الكتابان فبعث أبا موسى في سبعمائة فأنزلهم البصرة
(٢٥٣)