شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢١١
أبخيل أنا فيبخلني عبدي؟! أو ليس الجود والكرم لي؟! أو ليس العفو والرحمة بيدي؟! ليس أنا محل الآمال؟! فمن يقطعها دوني؟! أفلا يخشي المؤملون أن يؤملوا غيري، فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعا ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة وكيف ينقص ملك أنا قيمته، فيا بؤسا للقانطين من رحمتي ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني.
* الشرح قوله: (وعزتي وجلالي ومجدي وإرتفاعي على عرشي) العزة الشدة والقوة والغلبة والسلطنة والملك والجلال والعظمة. والمجد لشرف والكرم الواسع، والإرتفاع كناية عن الاستيلاء على جميع الممكنات والاستعلاء على جميع المخلوقات والإحاطة علما وقدرة بها لكون العرش محيطا بجميعها.
(لا قطعن أمل كل مؤمن من الناس غيري باليأس ولا كسونه ثوب المذلة عند الناس ولا نحينه من قربي ولأبعدنه من فضلى) باليأس متعلق بقوله لا قطعن، وفيه وعيد على كل من مؤمل غيره تعالى في المقاصد بأمور أربعة:
الأول: الياس من حصول مأموله غالبا أو إلا بإذنه تعالى بقرينة ما سيجيء.
الثاني: إحاطة المذلة به وإضافة الثوب إليها من باب إضافة المشبه به إلى المشبه، والكسوة ترشيح للتشبيه.
والثالث: تبعيده أو ابعاده من قرب رحمته.
والرابع: تبعيده من إحسانه وإفضاله، وكل ذلك يوجب خسرانه في الدنيا والآخرة.
(أيؤمل غيري في الشدائد؟! والشدائد بيدي) ذكر اليد مجاز في بيان أن الشدائد تحت قدرته لا قدرة غيره وقد جرت الحكمة على أن يختبر الله تعالى عبده في الدنيا بالشدائد ليرجع إليه ويتضرع بين يديه في دفعها فإذا رجع إلى غيره مع كون الشدائد بيد ذلك الغير كان ذلك موجبا للتوبيخ والإنكار.
(ويقرع بالفكر باب غيري) تشبيه الفكر باليد مكنية واثبات القرع لها تخييلية، وذكر الباب ترشيح، والمقصود ذمته بصرف قلبه وفكره عند الحاجة إلى غيره تعالى.
(وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة) أي أبواب الحاجات مغلقة ومفاتيحها بيده تعالى وهو استعارة على سبيل التمثيل للتنبيه على أن قضاء الحاجة المرفوعة إلى الخلق لا يتحقق إلا بإذنه أن شاء أن به وإن شاء لم يأذن.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428