بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك يا من تعالى شأنك، وعظم سلطانك، حمدا كلت الأفهام عن عده بنقود البيان، وزلت أقدام الأوهام عن تعيين حده بالمقادير والأوزان، والصلوات المتكاثرة، والتحيات المتظافرة، على سيد أنبيائك، وأقدس سفرائك، محمد وآله أعلام الدين، ونجوم العالمين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
وبعد: فقد كنت في بعض الليالي حاضرا مع جمع من الأعلام، محضر الامام الهمام، والمولى القمقام، آية الله الملك العلام أستاذ الفقهاء والمجتهدين وصدر المتقدمين والمتأخرين، الأستاذ الأكبر، من ألقت إليه الرياسة الدينية أزمتها أواسط القرن الرابع عشر المولى الأكمل المؤتمن، سيدنا واستاذنا السيد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني قدس الله نفسه وقد انجر الكلام بين هؤلاء الاعلام - مناسبة لبعض المسائل الراجعة إلى مهر السنة الذي سئل من حضرته - إلى الدرهم الذي كثر ذكره في الاخبار، وصار موضوعا لجملة من الاحكام، فيها وفي كلمات علمائنا الأخيار، فاختلفت كلمتهم في المراد منه.
فبعد ما دار الكلام، وطال النقض والابرام، أشار سيدنا الأستاذ طاب رمسه إلى حاضري محضره الشريف بتنقيح المسألة على وجه يرفع عنها الحجاب، ويزيل الشك والارتياب، فشرعت في تحرير ما أراد (1) متعرضا لأغلب الجهات الراجعة إلى الدرهم والدينار، مع اختلاف الحال، وضيق المجال، امتثالا لأمر حضرته، وإطاعة لما أشار إليه ره، فأسأل الله أن يجعلها ذخيرة ليوم فقري وفاقتي، عليه توكلت وإليه أنيب.