قال الشيخ المفيد: «وكان المأمون قد شغف بأبي جعفر عليه السّلام لما رأى من فضله مع صغر سنّه وبلوغه في العلم والحكمة والأدب وكمال العقل ما لم يساوه فيه أحد من مشايخ أهل الزمان، فزوّجه ابنته أم الفضل وحملها معه الى المدينة، وكان متوفراً على إكرامه وتعظيمه وإجلال قدره» «1».
قال المسعودي: «في السنة التي خرج فيها المأمون الى (البديدون) من بلاد الروم، خرج عليه السّلام بأم الفضل حاجاً الى مكة» «2».
قال الراوندي: «لما خرج بزوجته أمّ الفضل من عند المأمون ووصل شارع الكوفة وانتهى الى دار المسيب عند غروب الشمس، دخل المسجد وكان في صحنه نبقة ...» فذكر القصة المتقدمة سابقاً «3».
هجرته الثانية الى بغداد:
لما بويع المعتصم بعد أخيه المأمون بالبديدون وانصرف الى بغداد كان لا يزال يتتبع أحوال الامام محمّد بن علي الجواد، حتى كتب الى محمّد بن عبد الملك الزيّات أن ينفذه اليه مع زوجته أم الفضل بنت، المأمون أرسل ابن الزيّات علي بن يقطين اليه فتجهّز من المدينة الى بغداد ووردها ليلة الثامن والعشرين من المحرم، سنة عشرين ومائتين، وأقام بها عشرة أشهر، وسمّه المعتصم في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومائتين، وفي هذه المدة قاسى من المعتصم ما قاسى.
روى الراوندي: «ان المعتصم دعا جماعة من وزرائه فقال: اشهدوا لي على محمّد بن علي بن موسى زوراً، وكتبوا كتاباً انه أراد أن يخرج ثم دعاه فقال له: انك