يقول: قال سعيد بن جببير ما خلق اللَّه رجلًا بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم افضل من علي بن أبي طالب عليه السّلام قول اللَّه عزّوجل «فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ» قال: إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام «١».
«وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ» «٢».
روى المحدث البحراني باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: «وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً» أن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند أحجار الزيت، ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه، فنفر الناس اليه الّا علي والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر والمقداد، وصهيب، وتركوا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قائماً يخطب على المنبر، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: لقد نظر اللَّه إلى مسجدي يوم الجمعة فلو لا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لأضرمت المدينة على اهلها ناراً وحصبوا بالحجارة كقوم لوط ونزل فيهم «رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ» «3».
روى الطبري باسناده عن قتادة «بينما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يخطب الناس يوم الجمعة، فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة، فقال: كم أنتم؟ فعدوا أنفسهم فإذا اثنا عشر رجلًا وامرأة ثم قام في الجمعة الثانية فجعل يخطبهم- قال سفيان: ولا أعلم الّا أن في حديثه ويعظهم ويذكرهم- فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة، فقال: كم أنتم؟ فعدوا أنفسهم، فاذاً