وأما القدرة المنسوبة إلى الواجب (تعالى) فإذ كان الواجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات فهي مبدئيته الفعلية بذاته لكل شئ، وإذ كانت عين الذات فلا ماهية لها، بل هي صرف الوجود.
ومن الكيفيات النفسانية - على ما قيل (1) - العلم. والمراد به العلم الحصولي الذهني من حيث قيامه بالنفس قيام العرض بموضوعه، لصدق حد الكيف عليه.
وأما العلم الحضوري فهو حضور المعلوم بوجوده الخارجي عند العالم، والوجود ليس بجوهر ولا عرض.
والعلم الذي هو من الكيف مختص بذوات الأنفس. وأما المفارقات فقد تقدم (2) أن علومها حضورية غير حصولية، غير أن العلوم الحصولية التي في معاليلها حاضرة عندها وإن كانت هي أيضا بما أنها من صنعها حاضرة عندها.
ومن هذا الباب الخلق، وهو الملكة النفسانية التي تصدر عنها الأفعال بسهولة من غير روية (3). ولا يسمى خلقا إلا إذا كان عقلا عمليا هو مبدأ الأفعال الإرادية، وليس هو القدرة على الفعل، لأن نسبة القدرة إلى الفعل والترك متساوية ولا نسبة للخلق إلا إلى الفعل (4). وليس المراد به هو الفعل، وإن كان ربما يطلق عليه، لأنه