الثقة فهي زيادة رفعة له وإن كان من أهل الفسوق فيؤول بعزله. وأما المناشير فإنها تؤول على أوجه فمن رأى عالما أو زاهدا أعطاه منشورا فيه كلام لمصالح الدين ونجاة الآخرة فإنه يدل على حصول سعادة الدين والدنيا وإن رأى بخلافه أو كان المنشور أسود فإنه غير محمود. وقال جابر المغربي: من رأى أن ملكا أعطاه منشورا إلى مدينة أو ولاية معمورة وأهلها من أهل الصلاح وفيها من أنواع النعمة فإنه يدل على حصول الشرف والمنزلة العظيمة وإن كان المنشور إلى مدينة أو قرية غير معمورة فتأويله بضده وقال أبو سعيد الواعظ من رأى كأنه أخذ منشورا من الامام وكان أهلا للولاية نالها وإن لم يكن أهلا لها فإنه يدل على خدمة الملوك. وقال بعض المعبرين: رؤيا المنشور وأخذه بيده خير من رؤيا المسطور وأخذه لقوله تعالى - يلقاه منشورا - وهو بشارة بالتيسير في الحساب والمغفرة ولكون المنشور لا يكتب إلا بخير فقط. وأما المراسيم فإنها تؤول على أوجه قال ابن سيرين: من رأى أن معه مرسوما فإنه يدل على الولاية والقوة بمقدار صحة المرسوم وقوته، ومن رأى أن مرسومه قد ضاع فتأويله بخلافه وقال الكرماني: من رأى أن له مرسوما أو أعطاه أحدا فإنه يدل على حصول الحكمة والحجة بمقدار صحة المرسوم، ومن رأى أن أحدا مزق مرسومه أو سرقه فإنه يدل على أن خصمه يبطل حجته، ومن رأى ملكا أعطاه مرسوما فإنه يدل على أنه يحصل له منه ولاية، ومن رأى أن قاضيا أعطاه مرسوما فإنه يدل
(١٤٠)