نكبات مادية وروحية له ولغيره، وتشتيت وتضعيف الحياة العائلية النزيهة اللذيذة، وحرية الغرائز كم يتبعها من الاعتداءات على الأغيار، والتجاوزات على العدالة، وما في ذلك من الخروج عن المنطق، أخص نسبته الحق للقوة، وما يلي ذلك من سلب ونهب، وتجاوز واعتداء، وظلم وإرهاق.
ونحن إن دققنا بعين البصيرة والمروءة والحكمة، وجدنا أن المادية نشأت بين أفراد استعملت فيها الغرائز العقل مطية لبلوغ الشهوات، بانية عقائدها على النفي المطلق البعيد عن الدليل المنطقي، تخلصا - بزعمها - من الدوافع والروادع عن إقامة الفضائل التي ينتهجها الربانيون، تلك الدوافع للانصياع إلى العقل السليم بإقامة قواعد وأسس للنظام الطبيعي، ومثلها في النظام الاجتماعي الدالة على عظمة المبدع المكون القدير، والروادع والنواهي عما تأمر به الأهواء والغرائز النفسية، وما تسببه من أضرار للنفس والغير - فردية وجماعية - لإشباع نهمه أو جشعه، يتبعه استهتار بأنظمة الحياة الطبيعية والخلقية والاجتماعية والصحية، روحية كانت أو جسمية، بغية متعة آنية، ونهم ذاتي، وتحكم وتنجد وتكبر وأنانية دون جدوى، تارة: باسم الحرية، وأخرى: باسم التجرد من قيود العرف والنظم والقوانين والقواعد الدينية والاجتماعية، والعودة إلى أحضان الفوضى والهمجية والوحشية، والانحلال الأخلاقي، والتفسخ والتجرد من العقل الواعي والمنطق، كالبهائم.
وحق للرجل المؤمن الموحد أن يخاطب المادي بقوله:
1 - إن كان ما نقول مثبتا فقد أدركنا الغاية وخسرتموها، وإن كان منفيا فما خسرنا.
2 - إننا مسرورون بالأمل والرجاء، ونحن أعف نفسا، وأطيب قلبا، وأبعد