نفسية وطيش الهوى، ويقصد أن يتجرد مما يربطه بنفسه وغيرها، برابطة لينطق جزافا، ويتكلم هذرا، وينسب الشئ دون إدراك للصدف العشواء، وينكر الواقع والدليل والبرهان والبديهية صلفا، ويماري فيه، وهل يدل ذلك إلا على بلادته وسخافته، وطيشه ومجونه، رجاء أن يتحرر من القيود، ويطلق عنان هواه بزعمه، وأن لا يستنكر أي قبيح، ولا يستهجن أية رذيلة بحجج واهية، والعود للهمجية؟!
فهو كالبهيمة تتبع هواها، ولا تعوقها سوى القوة الرادعة، وعندها يقول:
الحق مع قوة الحلال بها حلال، والحرام بها حرام، فلا منكر إلا بإنكارها، ولا مباح إلا ما أباحته بقواها وسطوتها، قد خلع من قاموسه أشرف ما يتحلى به هذا الإنسان، متناسيا تلك الجوهرة الثمينة، والعقل والمنطق والإرادة والتصميم وموازينها، قد غلب عليه طيش الهوى، ورعونة الغرائز، يريد الحرية بفقدها، والنظام بنزعه، ناسيا أن الطبيعة لها نواميسها وأنظمتها، وأشرفها العقل الواعي، وبدون إرشاده فقدان الحرية.
والحرية التي يدعو إليها إنما هي الهمجية حيثما ترتطم بحريات الآخرين، أو تعود بالأضرار الجسيمة على نفسه وغيره، فالحرية الجنسية وما تؤول إليه من