أصل الروح؟! وما هي الرابطة بينهما؟!
من الغريب أن الإنسان اليوم وهو يتساءل ويجيب، يسأل صاحبه عن الساعة وصانعها، أو الراديو وصانعه، أو أية آلة ومصنع، أو يسأل عن الطائرة أو السيارة أو المركب: من صنع هذا؟ ويقف حائرا أمام الجواب إذا ما سمع أنه صنع من نفسه، أو أوجده مصنوع مثله كما أوجد الحيوان الحيوان، وما أسرع ما يوصمه بالجهل والغباوة!
وكلما كان المصنوع أعظم تناسقا وأشد تعقدا وأجل نظما وأدق صنعا، دل على عظمة صانعه، وجلال مقامه، ولا يثير العجب في المرء إلا التأثر لكل ذلك.
ورغم ذلك عوضا أن ينسب المصنوع لصانعه، ويدقق في عظيم قدرته وجماله وإتقانه، يتحول للجدل والنقاش في البديهيات، ونكران ما يجهل، والحط من كرامة المصنوع والصانع. تلك أنانية يريد إبراز نفسه وإظهارها بالمعرفة، أم استهانة، أم حسد، أم طيش وغرور، أم كلها؟ إنها الجهالة الجهلاء، والغباوة النكراء.
وأمام هذا البحر الزاخر بالقدرة والمعرفة، والأدلة الثابتة، والآثار الجلية لبديع السماوات والأرضين، وما تحويه من مآثر وكرامات، وما تضمه من بدائع الخلقة المنسقة وأدق القوانين الشيقة (1)، يقف كالبهيمة الجامحة لمجرد رعونة