ولنفترض إنسانا يخجل أو يخاف من شيء ما. وبالرغم من أن الخوف أو الخجل شعور نفساني ومن الأمور المتعلقة بالروح، نجد أن هذه الحالة النفسية تؤثر في بدنه، فالمصاب بالخوف يصفر لونه، أما المصاب بالخجل فيحمر وجهه، وهذا تأثير الروح في الجسم.
ولم يفت العلم الحديث التنبه إلى هذه النكتة، وهي تأثير كل من الروح والجسد في بعضهما البعض، بل أثبت العلماء ذلك، وذكروا هذه القاعدة بأسلوب أوضح في كتبهم:
ولنستمع إلى (الكسيس كارل) يقول:
«من والواضح أن النشاط العقلي يتوقف على وجوه النشاط الفسيولوجي فقد لوحظ أن التعديلات العضوية تتصل بتعاقب حالات الشعور وعلى العكس من ذلك فإن تتصل بتعاقب حالات الشعور وعلى العكس من ذلك فإن حالات وظيفية معينة للأعضاء هي التي تقرر الظواهر السيكولوجية. وليدل الكل المكون من الجسم والشعور بالعوامل العضوية والعقلية أيضا... فالعقل والجسم يشتركان معا في الانسان » (1).
تأثير الجسم في الروح:
«وحقيقة الأمر، أن المراكزلا تتكون من المادة العصبية فحسب، إذ أنها تشتمل أيضا على سوائل غطست فيها الخلايا وينظم تأليفها بواسطة مصل الدم . ويحتوى مصل الدم على افرازات الغدة، والنسيج التي تنتشر في الجسم كله، ولما كان كل عضو موجودا في النخاع الشوكي بوساطة الدم والليمفا، فمن ثم فان حالاتنا الشعورية مرتبطة بالتركيب الكيميائي لأخلاط العقل مثل ارتباطها بالحالة التركيبية لخلاياه. وحينما يحرم الوسيط العضوي من إفرازات غدد (السوبر ارينال) فان المريض يسقط