في حين نجد أن بعض علماء النفس الأوروبيين التابعين لمدرسة فرويد قد احتملوا هذا الوجه:
«وعلى أية حال، فيجب الاعتراف إما بوجود إحساس ووجدان أخلاقيين مشابه لما هو موجود في الأمم المتمدنة أو على فرض فقدان هذا الوجدان، فإن الروابط النفسية بين الأب والأولاد كانت شديدة لدرجة كافية لايجاد الضربات الروحية، والندم المتوصل» (1).
لقد وجدنا أن نار البارود قد وجهت الطلقة في الفضاء إلى جانب غير طبيعي بشدة، وبمجرد انتهاء استمرارية الانطلاق تتحرر الطلقة من الضغط وتسلك جهتها الطبيعية وترجع إلى الأرض بسرعة وكذلك الشهوة أو الغضب فإنهما يخرجان الانسان عن طوره الطبيعي ويوجهانه إلى حركة غير طبيعية فيرتكب قتلا أو جناية. وبعد أن تطفئ ثائرة الشهوة أو الغضب ويتحلص الانسان من الضغط الذي كان يعانيه يثوب إلى رشده ويعود إلى طريقه الطبيعي، فيقوم وجدانه بتوجيه اللوم إليه على الجرائم التي قام بها ويجعله تحت كابوس روحي شديد.
إن التفسير الطبيعي لسبب الندم في أبناء الأسطورة قتل الأب هو نداء الوجدان.
الحالات غير الطبيعية:
يجب أن نعترف سلفا أن للقبائل البدائية حالات غير طبيعية كثيرة كالقبائل المتحضرة ، وهي يجب أن تستبعد من البحث العلمي. فمثلا لا يمكن الاستناد في البحث عن الوجدانيات إلى حالة أبناء القبيلة الذين صمموا على قتل أبيهم لثورتهم الجنسية العارمة، وقتلوه. ولا إلى أفراد القبيلة التي يهاجم بعضهم بعضا لسبب الجوع وعدم الوصول إلى صيد الحيوانات أو الأعشاب.