«رد الحكومة الاستبدادية على قاعدة الخوف، وفي الأمم الجبانة والجاهلة والمندحرة لا ضرورة للقوانين الكثيرة فكل شيء هناك يقوم على فكر شخصين أو ثلاثة. وعليه فلا حاجة للأفكار الجديدة، ذلك أنكم عندما تقومون بتربية حيوان تلاحظون فقط أن لا يأخذ الحيوان منكم أحد، وأن يعرف صاحبه ولا يغير سلوكه».
«عندما كان شارل الثاني عشر في مدينة (بندر) لا حظ أن خلافا نشب تجاهه في مجلس الشيوخ السويدي، فكتب إلى المجلس: إنه سيرسل إحدى جزمتيه لتحكم عليهم» (1).
إن أوطأ الأمم وأشقى الناس، هم المحرومون من نعمة العدالة والقانون والحرية والفضيلة... إن الحياة في جو الاضطهاد والاضطراب والتعنت والقسوة، أوطأ وأحط من حياة حيوان بكثير، بلا شك...
العدالة في الأسرة:
يحكم الآباء في الدولة الصغيرة للأسرة أفراد أسرهم بأساليب مختلفة، فبعض الآباء العقلاء والمؤمنين يطيعون الأوامر الإلهية والأسس العقلية يديرون شؤون الأسرة حسب العدالة والانصاف والاحترام للحق والفضيلة فأعضاء هذه الأسرة حسب العدالة والانصاف والاحترام للحق والفضيلة فأعضاء هذه الأسرة يعيشون في ظل الأمن والهدوء الفكري، وكل منهم يؤدي واجباته بكل سرور وارتياح أملا في الحصول على السعادة في غد، وتشع أشعة الحنان والحب في جميع زوايا ذلك البيت وتلك الأسرة.
وعلى العكس من ذلك: فهناك من الآباء الجاهلين والمنحرفين من لا يتقيد بالواجبات الدينية ولا يطيع الأنظمة العلمية والعقلية، ولأجل أن يكون الحاكم المطلق في جو الأسرة وتنفذ أوامره بلا استفسار أو انتقاد، يتوسل بالاستبداد والتعنت ويثبت قدرته ويفرض إرادته بالفحش والعربدة والكلمات الركيكة، ويعامل زوجته وأطفاله معاملة أشد من معاملة الحيوانات فيذيقهم