ففي هذا الحديث نجد أن الإمام يمنع من ضرب الطفل بصراحة، مستفيدا من العقوبة العاطفية بدلا من العقوبة البدنية. فالأب هو الملجأ الوحيد للطفل ومعقد آماله، وإن هجره للولد أكبر عقوبة روحية ومعنوية إنه (ع) يطلب من الوالد أن يهجر الولد ولكنه سرعان ما يوصيه بعدم طول مدة الهجر، ذلك أنه إذا كان لهجر الوالد أثر عميق في روح الطفل فإن طول مدته يبعث على تحطيم روحيته وإذا كان أثر هذا الهجر ضعيفا فإن شخصيته الوالد ستصغر في نظر الطفل لطول مدة الهجر وسوف لا يكون لتألم الوالد أثر أصلا.
«إن للعقوبات التي ترجع فيها الوسائل العاطفية والأخلاقية على الوسائل المادية تأثيرا كبيرا، ففي مثل هذه العقوبات بدلا من أن يحرم الطفل من الماديات يجب السعي للتأثير في قلبه ونفسه ووجدانه وعزته وغروره، فإن لم ترتبط المحروميات المادية مع مشاعره وعواطفه فإنها تفقد طابع العقوبة» (1).
وفي هذا الصدد يقول الامام علي (ع): «إن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب» (2).
دية اللطم والعقوبة البدنية:
وهنا لا بأس بذكر الفتوى المتعلقة بالبحث من الرسالة العلمية (توضيح المسائل) لآية الله الفقيد السيد حسن الطباطبائي البروجردي التي هي في متناول يد الجميع:
«مسائل 2816 - إذا لطم على وجه أحد باليد أو بشيء آخر فاحمر وجهه، فديته مثقال ونصف من الذهب (كل مثقال 18 حبة) وإن اخضر لونه فثلاثة مثاقيل وإن اسود لونه فستة مثاقيل، ولئن تغير لون سائر البدن على الضرب، فاحمر أو اخضر أو اسود، فديته نصف ما ذكر».