تأثير السلوك في الجسم:
والأثر الثاني للأمراض الخلقية هو رد الفعل الحاصل منها في أجساد المصابين بها، فالرجل السيء الخلق ليس مأسورا للانحراف الروحي فقط، بل إن ذلك الانحراف يؤثر في جسمه فيصاب بعوارض مختلفة.
إن العلم الحديث يعتبر هذه القضية من المسائل القطعية المسلمة، وسنبحث عنها بالتفصيل إن شاء الله في المحاضرات القادمة عند حديثنا عن أسلوب التربية الصحيحة.
وهنا نكتفي بنقل نص بسيط إلى القارئ الكريم:
«هناك بعض العادات التي تقلل من القدرة على الحياة، كالأنانية والحسد والتعود على الانتقاد في كل شيء واحتقار الآخرين وعدم الاطمئنان بهم. لأن هذه العادات النفسية السلبية تؤثر على الجهاز السمبثاوي الكبير والغدد الداخلية. وبإمكانها أن تؤدي إلى اختلالات عملية وعضوية أيضا» (1).
إن الروايات المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام قد أكدت على هذه الناحية وصرحت بأن الأخلاق السيئة تجعل جسد صاحبها مريضا وضعيفا، وعلى سبيل المثال نذكر بعض الروايات الواردة عن الامام أمير المؤمنين (ع) حول الحسد وتأثيره السيء في أبدان الحساد:
1 - «العجب لغفلة الحساد عن سلامة الأجساد» (2).
2 - «الحسد يذيب الجسد» (3).
3 - «الحسد يفني الجسد» (4).
4 - «الحسود دائم السقم» (5).