إصلاح الفاسد بالطرق التربوية الصالحة... وعلى العكس تبديل التربة المساعدة للصلاح إلى الفساد بالطرق التربوية الفاسدة.
التربية والبيئة:
إن الطفل المتولد من أبوين صالحين يملك تربة مساعدة لنشوء الصفات الخيرة في نفسه ولكن إذا ترك في بيئة فاسدة منذ الصغر، أو سلم إلى أفراد خبثاء بذيئي الأخلاق فإن النتيجة ستكشف عن فرد فاسد شرير، لأن الصفات الموروثة والفضائل العائلية لا تستطيع المقاومة أمام قوة التربية (1).
وعلى العكس من ذلك فان الأطفال الذين يتولدون من أبوين فاسدين ويملكون التربة المساعدة لنشوء الآثار السيئة في سلوكهم، لو تركوا في محيط مليء بالصلاح والخير وسلموا إلى مربين صالحين فمن الممكن أن تختفي تلك الآثار السيئة عنهم وينشأوا أفرادا يتسمون بالفضيلة والايمان.
«وتؤثر العوامل السيكولوجية تأثيرا أكبر على الفرد، فهي التي تكسب حياتنا شكلها العقلي والأدبي. إذ أنها تولد النظام أو التفرق. وهي التي تدفعنا إلى إهمال أنفسنا أو السيطرة عليها، كما أنها تغير شكل تكوين الجسم ووجوه نشاطه بوساطة الدورة الدموية والتغييرات الغددية، فإن لنظام العقل والاستعداد الفسيولوجي تأثيرا قاطعا ليس على حالة الفرد السيكولوجية فقط بل أيضا على تكوينه العضوي والإخلاطي ومع أننا لا نعلم إلى أي مدى تستطيع التأثيرات العقلية التي تنشأ من البيئة أن تحسن أو تقضي على الميول المستمدة من الأسلاف ، فإنه لا شك في أنها