صغيرة تحطم القابلية على التحمل عند الطفل».
«هناك بعض الأولياء يصبون طعام الطفل في إناء يشبه إناء طعام الحيوانات:
وحتى في بعض الأحيان يقوم هذا الأب أو الأم غير العاديين بتقديم الطعام إلى الطفل في وعاء القاذورات، أو يبصق الأب في وجه الطفل أو يعريه في الشارع وأمثال ذلك مشاهدة بكثرة!».
«هؤلاء الأطفال تتحطم أعصابهم، وتصبح أفعالهم خالية من التروي والتفكير، وغالبا يؤدي بهم النفور نحو الانحراف وظهور ذلك في مظهر الجريمة، ذلك أن هؤلاء الأطفال يريدون أن ينتقموا ممن يعذبهم بواسطة نوع من الانتحار الخلقي، ولذلك فإنهم لا يهتمون كثيرا بالترحم الذي يمكن أن يصيبهم، كما أنهم لا يتأثرون بكل عقوبة» (1).
فمن الضروري أن تكون إدارة الأسرة قائمة على العقل والدراية والانصاف والعدالة، وفي هذا يقول الرسول الأعظم (ص): «ما من بيت ليس فيه شيء من الحكمة، إلا كان خرابا» (2).
4 - تقسيم العمل والكفاءة:
يشبه المجتمع جسد الانسان إلى حج كبير، فكما أن أعضاء الجسد الواحد تنقاسم الوظائف فيما بينها، كذلك المجتمع، إذ يجب أن تقسم فيه الواجبات بين الأفراد، ويختص كل فرد بقسم معين منها.
إذا دققنا النظر وجدنا أن في بناء البدن تتناسب لياقة كل عضو مع الوظيفة المعهودة بها إليه، فقد خلق الله تعالى أعضاء بدن الانسان حسب الوظائف التي يجب أن تقوم بها، فمثلا يقوم القلب بالعمل طيلة العمر وهولا أنشط عضلات البدن من حيث الفعالية، وقد خلقه الله تعالى قويا متينا يتناسب ذلك