والعقائد.
وكانت نتائج بعض الفكر المجردة أن غيرة محيطنا وقلبته رأسا على عقب (وهي العلوم التجريبية والميكانيكية)، وتركت أثرا كبيرا في حياتنا الفردية والاجتماعية. ولكن يجب البحث عن العواطف الباطنية والالهامات الفطرية في ضمن الفكر التي يمكن تسميتها ب (الفكر العتلية) (1) كالعقائد الأولية للطموح وحب الكمال والعقائد الدينية. وكل نظرية تغفل النظر إلى هذه الفكر، وتسعى في سبيل إيجاد الراحة المادية للبشر كما تفعل بقطيع من الأغنام فإن تلك النظرية تكون ناقصة ومنحرفة » (2).
حيوان في لباس إنسان:
ومن هنا يتضح أن المبادئ التي تبشر بها المدنية الحديثة لا ترمي إلا إلى خلق قطيع من الأغنام المتلبسة بلباس الآدميين.
والامام علي (ع) يشير إلى هذه النكتة في ضمن حديث له مع كميل بن زياد حول بعض الناس المنحرفين، فيقول: «... أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوة، أو مغرما بالجمع والادخار... ليسا من رعاة الدين في شيء، أقرب شيء شبها بهما: الانعام السائمة» (3).
فنرى كيف يشبه الامام هاتين الطائفتين (المطيعون للشهوات - والمفتونون