عمله وكبت به بطنته، فما راعني إلا والناس ينثالون علي (1) من كل جانب، حتى لقد وطئ الحسنان وشق عطفاي (3) مجتمعين حولي كربيضة الغنم (4). فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وقسط آخرون (5) كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول:
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)! بلى، والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها (6). إما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر (7) وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم (8)، لألقيت حبلها على غاربها (9)، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز.