أحسن هذه الحديقة؟ فقال: (إن حديقتك في الجنة أحسن منها) حتى مررنا بسبع حدائق يقول على ما قاله ويجيبه رسول الله بما أجابه، ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقف فوقفنا فوضع رأسه على رأس علي فبكى فقال علي (عليه السلام): ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: (ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حين يفقدوني) فقال: يا رسول الله أفلا أضع سيفي على عاتقي فأبيد خضراءهم؟ قال: (بل تصبر) قال: فإن صبرت؟
قال: (تلاقي جهدا) قال: أفي سلامة من ديني؟ قال: (نعم) قال إذن لا أبالي (1) وهذا الحديث نص في أن القوم كانت في صدور بعضهم ضغائن على علي (عليه السلام) أخفوها في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنهم يبدونها له بعد فقدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليس ما أبدوه بعد النبي (صلى الله عليه وآله) إلا منعه من الخلافة وجحدهم النص عليه وإخراجهم إياه ملببا ليدخل في بيعتهم، فبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن ذلك من فعلهم وقع لحقد وضغن في قلوبهم على علي (عليه السلام)، فحينئذ إن كانوا علموا أنه الأحق بمقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من جهة نصه عليه فهو ما نقول من أنهم لم يتقدموا على علي (عليه السلام) لجهل منهم باستحقاقه التقدم، ولا لعدم اطلاع على النص عليه من النبي (صلى الله عليه وآله)، وإنما فعلوا ذلك حسدا له وبغضا وهو المطلوب وإن كانوا لم يعلموا بشئ من ذلك ولا وقع شئ منه وإنهم علموا أن الأمر بين المهاجرين شرع فلا يجوز نسبة الضغن إليهم ورميهم بكتمان الحقد، وملاقاة أمير المؤمنين الجهد في صبره على فعلهم، لكن ذلك كله ثابت لهم بأخبار الصادق الأمين فوجب أن يكونوا جاحدين النص ولا يجوز أن يحمل الخبر على ما كان من أصحاب