النعمان بن عجلان الأنصاري وكان من سادات الأنصار يخاطب أصحاب أبي بكر:
وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم * عتيق بن عثمان حلال أبا بكر وليس أبو بكر لها خير قائم * وأن عليا كان أخلق بالأمر وكان هوانا في علي وأنه * لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري في أبيات كثيرة (1) ومثله قال غيره من الأنصار وما احتج عليهم أبو بكر ولا أحد من أعوانه بخبر عن النبي (صلى الله عليه وآله) في الشيخ يقتضي استحقاقه الخلافة مع اقتضاء الحاجة إلى ذكره، وعدم الصارف عنه وانتفاء الموانع من إيراده، وغاية ما عندهم في المدافعة ما تشبثوا به في السقيفة من قضية الغار والصلاة فعلم من ذلك أنه ليس لهم في فضل الرجل في ذلك الوقت حديث ولا خبر وإنما أولياؤه بعد ذلك فيه زوروا ما أرادوه فتبين أنه ليس حال أبي بكر في عدم إيراد نص عليه كحال أمير المؤمنين (عليه السلام) في تركه إيراد النص لوجود الداعي إلى تركه هنا ووجود المانع من إيراده وهو تحققه منهم إنكاره ورده مع قيام ما ذكره بثبوت حقه لو أنصفوه وعدم حصول شئ من ذلك في أبي بكر، فهذا فرق ما بين الحالين وتمييز ما بين الأمرين، ويزيد ما بيناه توضيحا وصراحة ما جرى يوم الشورى أن عليا (عليه السلام) ذكر له جملة من النصوص عليه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطائفة من مناقبه، وناشدهم ذلك كحديث براءة والآخاء وما شابههما، وخبر الغدير والمنزلة وما ضارعهما، التي عددناها في ذكر النصوص كل ذلك يقرون به ولا ينكرون منه شيئا، والقصة مشهورة عند الخصوم، وقد أقر بها القوشجي وابن أبي الحديد وذكر أنها مشتهرة لكنه اقتصر