موقف بارز قرنا ولا سفك دما فضلا عن أن يكون اختص بجهاد مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دون غيره، بل المعلوم ضرورة خلاف ذلك فإنه في بدر كان بالعريش ولم ير القتال بوجهه فضلا عن أن يكون قاتل وكان رسول الله لا يكلفه حربا ولا قتالا فإنه لما خرج ابنه عبد الرحمن يوم أحد من عسكر المشركين يدعو المسلمين للمبارزة وينادي هل من مبارز أنا عبد الرحمن بن عتيق فغضب أبوه من قوله وقام مصلتا سيفه يريد مبارزته فنظر إليه النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: (يا أبا بكر شم سيفك وأمتعنا بنفسك) (1) ثم لم يلبث بعد ذلك حتى فر مع الفارين، وفاز بالمواساة والجهاد غيره وهو علي الذي لم يزل فائزا بذلك حتى نزل جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد قد عجبت الملائكة من صبر هذا الفتى إنها لهي المواساة فقال: (يا جبرئيل إنه مني وأنا منه (فقال جبرئيل (ع): وأنا منكما (2)، ولا شك أن حديثهم الذي افتعلوه ليناقضوا به هذا الحديث الصحيح وما جرى مجراه، ثم في يوم الأحزاب عجز هو وغيره عن مبارزة عمرو وفاز بالحظ الجزيل من مبارزة الشرك كله وقتله غيره.
وفي خيبر رجع منهزما براية النبي (صلى الله عليه وآله) ومن الغد فعل مثل ذلك صاحبه وأدرك الفضيلة السابق إلى الفضائل ابن عم المصطفى.
وفي حنين ولى مدبرا مع المدبرين فأين جهاده مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ساعة الخوف؟ وفي أي موضع حصل وفي أي موقف صدر؟
فليدلنا القوشجي وحزبه عليه حتى نعرفه وهل بلغ من الجهاد مع النبي