رأيت ولائي آل طه فريضة * على رغم أهل العبد يورثني القربى فما طلب المبعوث أجرا على الهدى * بتبليغه " إلا المودة في القربى " في الشرف المؤبد: قال الفخر الرازي: وأنا أقول آل محمد (ص) هم اللذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا وشك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله (ص) شديدا وهذا معلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم (الآل).
وفي الصواعق: قال القاضي في الشفاء ما حاصله: من سب أبا أحد من ذريته (ص) ولم تقم قرينة على إخراجه (ص) من ذلك قتل (1).
وعلم من الأحاديث السابقة وجوب محبة أهل البيت وتحريم بغضهم التحريم الغليظ، ولزوم محبتهم. صرح بذلك البيهقي، والبغوي وغيرهما، واعتبراه من فرائض الدين، بل نص عليه الشافعي فيما حكى عنه من قوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله وفي الخصائص للسيوطي: أخرج أبو يعلى والبزار، والحاكم عن أبي ذر سمعت النبي (ص) يقول: ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق (2).
وفيه: ما بال أقوام إذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم، والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني (3).
وفي الفرع النامي (في خطبة الصلاة): وعلى آله الذين سأل الله عباده مودتهم، وجعل ركن الإيمان محبتهم، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، واختارهم لشفاعة يوم كان شره مستطيرا (4).
أقول يا أخي: إن الإنصاف من خير الأوصاف، فهل أن هؤلاء المذكورين هم أقرباؤهم الواجب مودتهم أم غيرهم؟! فإن كانوا أحد الثقلين، وأهل البيت، وذا القربى، وسفينة النجاة، وحبل الله، وهداة الصراط المستقيم، فما كان لنا أن نتبع غيرهم، لأن غاية المودة وغرضها هو اتباعهم لا غير، كما قال عز اسمه " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ".
وقال عليه السلام: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب من والده وولده والناس أجمعين.
ولهذا الغرض النافع لنا لا لهم أكد لنا النبي (ص)، وأرشدنا بمودتهم لنهتدي بهديهم، ونقتدي سبيلهم.