وحديث الثقلين، الذي فيه: إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي (1).
4 - إن الإخفاء قد أثر آثاره العميقة في الأمة في صدر القرن الأول:
وامتداد المنع الرسمي إلى نهاية القرن الأول كان كافيا لطمس معالم تلك الأحاديث بشكل واف، فلذلك لم يعد لإظهارها بعد ذلك أي أثر معاكس على السلطات، فلذلك رفع المنع المذكور.
إن وجود هذه العناصر في هذه المصلحة، وعدم تصور مصلحة أخرى، تؤكد صحة أن يكون السبب الأساس لمنع تدوين الحديث هو هذا التدبير السياسي.
ولقد ذكر المعلمي - أحد كبار علماء التسنن المعاصرين - في تعليق له على مرسل ابن أبي مليكة - المحتوي على منع أبي بكر للناس عن الحديث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2) - فقال:
إن كان لمرسل ابن أبي مليكة أصل فكونه عقب الوفاة النبوية يشعر بأنه يتعلق بأمر الخلافة.
كأن الناس عقب البيعة بقوا يختلفون، يقول أحد هم: أبو بكر أهلها، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: كيت وكيت، فيقول آخر: وفلان! قد قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كيت وكيت.
فأحب أبو بكر صرفهم عن الخوض في ذلك، وتوجيههم