تدوين السنة الشريفة - السيد محمد رضا الجلالي - الصفحة ٤١٦
وهذه المصلحة تحتوي على العناصر المطلوبة، التي ذكرناها:
1 - فهي خطرة للسلطة.
إذ لو نشرت هذه الأحاديث وأذيعت وتداولها الناس لما استقر الحكم قائما، إذ هو اعتمد على أساليب أصدق ما يقال فيها أنها (فلتة) (1).
(١) وقد روى البخاري في صحيحه، كتاب المحار بين، باب رجم الحبلى من الزنى، الحديث الوحيد في الباب - وهو طويل - ومن خطبة عمر يوم الجمعة وفيه قوله: بلغني أن قائلا منكم يقول: والله لو مات عمر بايعت فلانا، فلا يغترن امرؤ أن يقول: إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة، وتمت، ألا وإنها كانت كذلك، ولكن الله وقى شرها.
وفي الحديث: من بايع رجلا على [أو: عن] غير مشورة من المسلمين، فلا يبايع [أو:
يتابع] هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا.
صحيح البخاري - دار إحياء التراث العربي - (ج ٨ ص ٢١٠ - ٢١١) وقال الخطابي:
في حديث عمر: أنه قال: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، وقى الله شرها.
أقول: وبهذا اللفظ ورد في مصادر عديدة، إلى كفة مصادره:
المصنف لعبد الرزاق الصنعاني (٣ / ٣٥٥ و ٥ / ٤٤١) ومسند أحمد (١ / ٥٦) وسيرة ابن هشام (٤ / ٣٠٨) وتاريخ الطبري (٣ / ٢٠٠ - ٢٠٥) والملل والنحل للشهرستاني - الخلاف الخامس (١ / ٣٠ - ٣١) والرياض النضرة (١ / ٢٣٢) وشرح نهج البلاغة للحديدي (٢ / ٢٣) والكامل في التاريخ لابن الأثير (٢ / ٣٢٦) والنهايةلابن الأثير (٣ / ١٧٥ و ٤٦٧) وتاريخ الخلفاء للسيوطي (ص ٥١).
والفلتة: فسرها أهل الغريب بالأمر الفجائي يحدث من غير روية ولا إحكام فانظر الفائق للزمخشري (٣ / ١٣٩) وغريب الحديث لأبي عبيد (٢ / ٢٣١) و (٢ / ٣٥٦) والنهايةلابن الأثير المعجم الوجيز تأليف مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
والإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول عن بيعة الناس له: إن هذه بيعة عامة من ردها رغب عن الإسلام، وإنها لم تكن فلتة. رواه الدينوري في الأخبار الطوال (ص 140) وأن عليا عليه السلام قام خطيبا فقال:...
ورواه في الخطبة (136) من نهج البلاغة قوله عليه السلام: لم تكن بيعتكم إياي فلتة، قال صبحي الصالح: الفلتة: الأمر يقع من غير روية ولا تدبر.