وقال ابن الجوزي - بعد أن عد دفن الكتب وإبادتها من تلبيس إبليس - ما نصه: إعلم أن القلوب لا تبقى على صفائها، بل تصدأ، فتحتاج إلى جلاء، وجلاؤها النظر في كتب العلم (1).
وقد أصبحت الكتابة أمرا تساوي التحديث في الأهمية والاعتبار حتى صح القول بأن القلم أحد اللسانين (2).
وأثر عن السلف قولهم: ما كتب قر، وما حفظ فر.
وقال الدكتور يوسف العش: العلم يأبى الخيانة، ويبتغي الإخلاص، ولا نصير له إلا التقييد، ولا حافظ من ضياعه إلا التدوين (3).
وللدكتور فؤاد سزكين رأي يقول: إن طرق تحمل الحديث تعتمد أساسا على النصوص المكتوبة، فيقول: في كل الحالات... نرى أنه ليس للحفظ دور إلا في الحالتين الأولتين - وهما السماع والقراءة - والواقع أن النصوص المدونة كانت ضرورية في هاتين الحالتين - أيضا - ويعتقد:
وأنه لم ينظر في النقل - منذ البداية - إلا إلى النصوص المدونة، وأن الأسانيد تتضمن أسماء المؤلفين (4).
.