ملاحظة: إن الشيخ الصدوق (رحمه الله) صحت عنده رواية أن الذبيح هو إسماعيل ورواية أنه إسحاق بالمجاز وصحت عنده رواية نذر عبد المطلب ذبح ولده عبد الله وقول النبي (صلى الله عليه وآله) (أنا ابن الذبيحين) ففسره بأنه ابن الذبيحين من وجهين: أي من جهة عبد الله وإسماعيل ومن جهة إسماعيل وإسحاق. وقد صرح بذلك في آخر كلامه في الخصال. ولكن كلامه جاء متداخلا فالتبس الأمر على الجزائري وعلى الغفاري وتصورا أنه يفسره بالوجه الثاني فقط ويرفض الوجه الأول!
وروايته التي استند عليها في أن إسحاق ذبيح مجازي رواية عامية من نوع روايات معاصره الحاكم النيسابوري. ولو صحت لتعين ترجيح الموافق لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) على الموافق لليهود والنواصب. أو حملها كما ذكر السيد الجزائري على التقية من الحكام خاصة أن المسألة كانت مطروحة في دار الخلافة في المدينة وفي قصور الخلافة في الشام كما رأيت من رواياتها.
محاولة أحد المعاصرين تفسير الذبيحين بإسماعيل وإسحاق - من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 89:
روى حماد بن عيسى عمن أخبره عن حريز عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أول من سوهم عليه مريم بنت عمران وهو قول الله عز وجل: وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم والسهام ستة ثم استهموا في يونس (عليه السلام) لما ركب مع القوم فوقعت السفينة في اللجة فاستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرات قال:
فمضى يونس (عليه السلام) إلى صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى نفسه.
ثم كان عند عبد المطلب تسعة بنين فنذر في العاشر إن رزقه الله غلاما أن يذبحه فلما ولد عبد الله لم يكن يقدر أن يذبحه ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في صلبه فجاء بعشر من الإبل فساهم عليها وعلى عبد الله فخرجت السهام على عبد الله فزاد عشرا فلم تزل السهام تخرج على عبد الله ويزيد عشرا فلما أن خرجت مائة خرجت السهام على