به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، إلى قوله: يمكرون... ولما نزل القرآن عفا رسول الله (ص) وتجاوز، وترك المثل). انتهى.
وفي نهج البلاغة: 3 / 77: (يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون قتل أمير المؤمنين، ألا لا تقتلن بي إلا قاتلي، أنظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة، ولا يمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور). انتهى.
لكن رواة السلطة مع ذلك، نسبوا إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه بعد يوم أحد بثلاث سنوات قتل أشخاصا ومثل بهم، وسمل عيونهم! أي فقأها بمسامير محماة، وتركهم عطاشى حتى ماتوا، بل رووا أنه أحرقهم بالنار!! وأن ذلك كان في السنة السادسة للهجرة، أي بعد معركة أحد بثلاث سنوات! (تفسير القرطبي: 2 / 146).
كل ذلك لتبرير فعل أبي بكر، وإحراقه رجلين بالنار!
وقد ارتكب كل فقهائهم نسبة هذه التهمة إلى النبي صلى الله عليه وآله مع الأسف! وحجتهم أن البخاري وغيره رووها عن رواة موثوقين! قال البخاري في صحيحه: 1 / 64: (عن أنس قال: قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة، فأمر لهم النبي (ص) بلقاح، وأن يشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا، فلما صحوا قتلوا راعي النبي (ص) واستاقوا النعم، فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم، فلما ارتفع النهار جئ بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم، وألقوا في الحرة، يستسقون فلا يسقون). وقال بخاري في: 5 / 70: (فأمر بهم فسمروا أعينهم وقطعوا أيديهم وأرجلهم وتركوا في ناحية الحرة، حتى ماتوا على حالهم. قال قتادة بلغنا أن النبي (ص) بعد ذلك كان يحث على الصدقة، وينهى عن المثلة). انتهى.