فغضب أبوك ومات وفي قلبه حسرة، وفي قلبكم حسرة أنه لم يكتبها؟!
16 - هل أن عمر وحزبه الحزب القرشي اجتهدوا برأيكم فأصابوا، بينما أخطأ النبي صلى الله عليه وآله؟! أم اجتهدوا فأخطأوا، أم عصوا وضلوا، أم ردوا على النبي صلى الله عليه وآله فكفروا؟ وأين قاعدتكم في حرمة الاستدراك على النبي صلى الله عليه وآله؟!
وإن قلتم إنهم اجتهدوا فأخطأوا، فأعطونا مثالا واحدا رد فيه الصحابة على النبي صلى الله عليه وآله وعصوه، فحكم عليهم بأنهم أخطأوا ولهم أجر واحد!!
17 - لو كنت حاضرا في ذلك المجلس، فماذا يكون موقفك؟ وما حكمك على الذين عصوا أمر النبي صلى الله عليه وآله؟ ولو كنت في حزب قريش الذين طردهم النبي صلى الله عليه وآله فهل كنت تنسحب منه وتتوب إلى الله، وتجثو على قدمي النبي صلى الله عليه وآله وتطلب رضاه وتجدد إسلامك؟! ولماذا لم يفعل عمر ذلك؟!
18 - من هم الذين أيدوا عمر في مواجهته للنبي صلى الله عليه وآله وصاحوا: (القول ما قاله عمر)، ولغطوا وشوشوا، وغلبوا المخالفين لهم لأنهم بكثرتهم وحزبيتهم؟!
نحن نقول إنهم الحزب القرشي! وهم الطلقاء الذين أسلموا بالأمس تحت السيف، وهم نفسهم أئمة الكفر وجنود الشرك الذين قاتلوا النبي صلى الله عليه وآله إلى الأمس القريب! وبعد فتح مكة وهزيمتهم خططوا للسكن في المدينة، والتفوا حول عمر وأبي بكر، وعملوا معهما لمنع وصول الخلافة إلى العترة الطاهرة! وقد كان عددهم نحو ألف مقاتل، وعدد نفوسهم في المدينة نحو ستة آلاف نسمة، بعد أن كان القرشيون المهاجرون غير بني هاشم لا يبلغون خمسين نسمة!
فقد ذكر ابن حجر أن عدد الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وآله منهم مع أسامة ليبعدهم عن المدينة سبع مئة مقاتل! قال في فتح الباري: 8 / 115: (وذكره ابن إسحاق في