الخلافة. وأفرط المهلب فقال: فيه دليل قاطع في خلافة أبي بكر! والعجب أنه قرر بعد ذلك انه ثبت أن النبي (ص) لم يستخلف)! انتهى.
فهل يصح هذا الكلام في عهد أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يكتبه فغضب منه عمر وكل الحزب القرشي ومنهم أبو بكر، ومنعوا النبي صلى الله عليه وآله من كتابته؟!
وهل تصدقون أحاديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يكتب الخلافة لأبيها وأخيها، لتكون من بعده في عشيرة بني تيم؟!
وهل تقولون إن ابن أبي بكر أحق من عمر بالخلافة، وإن عمر قد غصب منه الخلافة، لأنها كانت بنص النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر وابنه؟!
وإذا صح أن المؤمنين يأبون إلا أبا بكر، فهل أن الصحابة الذين عارضوه وأدانوه واحتجوا عليه، كانوا غير مؤمنين؟! وهم أكثر من سبعين صحابيا، وكلهم عندكم مؤمنون عدول، بأيهم اقتديتم اهتديتم؟!
وأخيرا، يبقى السؤال الأهم من الجميع: أنه لو كانت خلافة أبي بكر هي التي أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يعصم بها الأمة من الضلال والضعف إلى يوم القيامة، فقد حصلت خلافته، فلماذا لم تعصم الأمة من الضلال، وسرعان ما اختلفت، وكفر بعضها بعضا، وسفك بعضها دماء بعضها، حتى ضعفت وانهارت؟
فكيف يحصل سبب التأمين والعصمة من الضلال، ولا يحصل المسبب؟!
7 - سمع المسلمون من النبي صلى الله عليه وآله مرارا، خاصة في حجة الوداع تعبير: (لن تضلوا بعدي أبدا) في وصاياه صلى الله عليه وآله بالقرآن والعترة عليهم السلام، فقد تواتر عنه صلى الله عليه وآله قوله: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا. ورأوه في غدير خم أصعد عليا عليه السلام معه على المنبر، ورفع بيده