ويهذي؟! وهل تعرفون مسلما غير عمر شك في النبي صلى الله عليه وآله انه يهذي في مرض وفاته؟
وهل في طلب النبي صلى الله عليه وآله أن يكتب لأمته عهدا يؤمنها من الضلال إلى يوم القيامة ويجعلها سيدة العالم، ما يوجب الشك في أنه يهذي ولا يعقل؟!
22 - هل توافقون على التناقض الذي وقع فيه الخطابي فيما نقله عنه النووي في شرح مسلم: 11 / 91، حيث قال: (ولا يجوز أن يحمل قول عمر على أنه توهم الغلط على رسول الله (ص) أو ظن به غير ذلك مما لا يليق به بحال, لكنه لما رأى ما غلب على رسول الله (ص) من الوجع, وقرب الوفاة، مع ما اعتراه من الكرب خاف أن يكون ذلك القول مما يقوله المريض مما لا عزيمة له فيه, فتجد المنافقون بذلك سبيلا إلى الكلام في الدين... قال: وأكثر العلماء على أنه يجوز عليه الخطأ فيما لم ينزل عليه, وقد أجمعوا كلهم على أنه لا يقر عليه. قال: ومعلوم أنه (ص) وإن كان الله تعالى قد رفع درجته فوق الخلق كلهم، فلم ينزهه عن سمات الحدث والعوارض البشرية, وقد سهى في الصلاة, فلا ينكر أن يظن به حدوث بعض هذه الأمور في مرضه, فيتوقف في مثل هذا الحال حتى تتبين حقيقته, فلهذه المعاني وشبهها راجعه عمر). انتهى.
فقد نفى الخطابي الهذيان عن النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: (فلا ينكر أن يظن به حدوث بعض هذه الأمور في مرضه)! فهل لقول الخطابي هذا معنى غير الهذيان؟!
23 - هل توافقون على ما زعمه القاضي عياض بالعكس، من أن عمر كان رأيه أن يكتب النبي صلى الله عليه وآله عهده للأمة وكان مصرا على ذلك! وأن قوله (أهجر) معناه ماذا لا تقدمون للنبي صلى الله عليه وآله قرطاسا ليكتب عهده مع أنه قال حقا ولم يهجر!