فقد نقل عنه ابن حجر في الفتح: 8 / 101، والنووي في شرح مسلم: 11 / 92، أنه قال: (وقوله: أهجر رسول الله، هكذا هو في صحيح مسلم وغيره (أهجر) على الاستفهام وهو أصح من رواية هجر ويهجر، لأن هذا كله لا يصح منه (ص) لأن معنى هجر: هذى! وإنما جاء هذا من قائله استفهاما للإنكار على من قال لا تكتبوا! أي لا تتركوا أمر رسول الله (ص) وتجعلوه كأمر من هجر في كلامه، لأنه (ص) لا يهجر... ووقوع ذلك من النبي (ص) مستحيل لأنه معصوم في صحته ومرضه لقوله تعالى: وما ينطق عن الهوى، ولقوله (ص): إني لا أقول في الغضب والرضا إلا حقا... فكأنه قال كيف تتوقف؟! أتظن أنه كغيره يقول الهذيان في مرضه؟! امتثل أمره وأحضر له ما طلب فإنه لا يقول إلا الحق). انتهى.
وقال عياض: هذا أحسن الأجوبة)!! انتهى.
فإذا كان رأي عمر ومعه الحزب القرشي كتابة الكتاب كما زعم عياض، فلماذا لم يكتبه النبي صلى الله عليه وآله، وهل أن أهل البيت عليهم السلام ومن وافقهم هم الذين منعوا كتابته؟! ولماذا تنازعوا ولغطوا وعلا صياحهم حتى طردهم النبي صلى الله عليه وآله؟!
24 - هل توافقون على قول البيهقي: (فرأى عمر الصواب تركهم على هذه الجملة لما فيه من فضيلة العلماء بالاجتهاد, مع التخفيف عن النبي (ص), وفي تركه (ص) الإنكار على عمر دليل على استصوابه). (شرح مسلم للنووي: 11 / 90) فهل اجتهاد عمر في ترك الأمة تضل أصح من (اجتهاد) النبي صلى الله عليه وآله في تأمينها من الضلال؟! وهل ترون إنكارا على عمر وحزبه أبلغ من طرد النبي إياهم من بيته؟!
25 - اعتذرتم لعمر بأنه اجتهد في مقابل نبيه صلى الله عليه وآله، وأن المسلم التابع له حق الإجتهاد، ومواجهة نبيه بالرفض، وتأليب الناس عليه، حتى لا يكتب لأمته عهده ويضمن هداها وعدم ضلالها!! لكن أليس من التناقض المضحك في مذهبكم