وصلت الخلافة إلى غلمان بني أمية وبني العباس، ثم إلى الشراكسة والعثمانيين، إلى أن انهارت الخلافة والأمة بيد الغربيين ودفنت في استانبول بلا مراسم!!
كانت المدة بين يوم الغدير يوم الخميس 18 ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، وبين يوم الخميس يوم الرزية 24 صفر من نفس السنة، ستا وستين يوما فقط! نشط فيها القرشيون ضد خلافة بني هاشم، ووقعت فيها أحداث وأمور، ونزلت آيات، وصدرت من النبي صلى الله عليه وآله خطب وأحاديث!!
وكان آخر عمل قام به النبي صلى الله عليه وآله أن جهز جيش أسامة إلى مؤتة، وأمر زعماء قريش، مع نحو تسع مئة قرشي من الطلقاء أن يكونوا فيه، ليخلو الجو منهم في المدينة فيرتب صلى الله عليه وآله خلافة علي عليه السلام قبل وفاته!
واليك واحدة من الوقائع في تلك الفترة ينقلها الإمام السني أبو عبيد الهروي، وبعض التفاسير، تقول: لما بلغ رسول صلى الله عليه وآله بغدير خم ما بلغ، وشاع ذلك في البلاد، أتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري (من بني عبد الدار وزارة دفاع قريش) فقال: يا محمد! أمرتنا عن الله بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وبالصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا شئ منك أم من الله؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله.
فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر، فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله، وأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع.. الآية). انتهى.
ومع أن سورة المعارج مكية، لكن نزول جبرئيل بها مجددا، يعني أن ما حدث