وأمرهم بولايته وطاعته فقال صلى الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه). فلا بد أن عمر وحزبه فهموا مقصود النبي صلى الله عليه وآله يوم الخميس بقوله: إئتوني بقرطاس أكتب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا.. وعرفوا أنه سيعهد بالخلافة كتبيا لعلي والعترة عليهم السلام، فلم يجدوا وسيلة إلا التشكيك بسلامة عقله وحجية قوله صلى الله عليه وآله، فقالوا إنه يهجر عندكم القرآن حسبنا كتاب الله!!
فهل عندكم تفسير لردهم العنيف المؤذي إلى أقصى حدود العنف والإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وآله، سوى أن كتابة العهد كانت ستحبط خطتهم لأخذ الخلافة؟!
8 - قال بعضهم إن الذي أراد أن يوصي به النبي صلى الله عليه وآله كان أمرا عاديا، وأن النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يذكرهم به فقط! فما هو هذا الأمر العادي الذي يضمن عصمة الأمة من الضلال، ويضمن سيادتها على العالم إلى يوم القيامة؟!
ولماذا عد ابن عباس عدم كتابة العهد رزية على الإسلام والمسلمين، وكان يبكي لها بكاء الثكلى، حتى خضب دمعه الحصى! (فتح الباري: 8 / 100) أسئلة في تحليل ما فعله عمر والموقف الشرعي منه 9 - هل تعتبرون حديث رزية يوم الخميس من موافقات الله المزعومة لعمر وتخطئته لرسوله صلى الله عليه وآله! وهل نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله يوم الرزية، وقال له أخطأت يا محمد لأنك أردت أن تؤمن أمتك من الضلال فتكتب لها عهدا، والحق مع عمر، فدعها تضل؟!
10 - قال بعضهم إن اعتراض عمر على العرض النبوي بقوله (أهجر)، إنما هو استفهام محض، وأن عمر شك شكا بريئا في أن النبي صلى الله عليه وآله يهجر، وحاشاه، ولم يجزم بذلك، والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وآله!
فهل يصح هذا الشك ممن يؤمن بنبوة النبي صلى الله عليه وآله ويعيش معه صلى الله عليه وآله؟!