أسئلة حول الكتاب الذي أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يكتبه 6 - قال بعضهم: إن الكتاب الذي أراد أن يكتبه النبي صلى الله عليه وآله والذي يؤمن أمته من الضلال والضعف إلى يوم القيامة، هو الوصية لأبي بكر بالخلافة! واستند إلى حديث عائشة وزعمها أن النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يكتب عهده بالخلافة إلى أبيها وأخيها، ولكنه ترك ذلك لأن الأمة ستختار أبا بكر! فقد روى البخاري: 7 / 8، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله قال لها: (لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد، أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون. ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون). (ورواه في: 8 / 126).
وقال مسلم: 7 / 110، عن عائشة قالت: (قال لي رسول الله (ص) في مرضه ادعى لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن، ويقول قائل أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر). انتهى.
وقال ابن حجر في فتح الباري: 1 / 186: (واختلف في المراد بالكتاب، فقيل: كان أراد أن يكتب كتابا ينص فيه على الأحكام ليرتفع الاختلاف. وقيل: بل أراد أن ينص على أسامي الخلفاء بعده، حتى لا يقع بينهم الاختلاف، قاله سفيان بن عيينة، ويؤيده أنه (ص) قال في أوائل مرضه وهو عند عائشة أدعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر. أخرجه مسلم، وللمصنف معناه. ومع ذلك فلم يكتب).
وقال في فتح الباري: 13 / 177: (قوله: فأعهد، أي أعين القائم بالأمر بعدي، هذا هو الذي فهمه البخاري فترجم به، وإن كان العهد أعم من ذلك، لكن وقع في رواية عروة عن عائشة بلفظ: أدعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا.... وفي رواية للبزار: معاذ الله أن تختلف الناس على أبي بكر. فهذا يرشد إلى أن المراد