ثم، لو كان شك عمر بريئا لتراجع عندما عرف أن النبي صلى الله عليه وآله خاطبهم بشكل طبيعي وأنه بخير! بينما أصر عمر على موقفه وزجر زوجة النبي صلى الله عليه وآله التي قالت قربوا له قرطاسا، وأفحش لها القول! فأجابه النبي صلى الله عليه وآله: بل هن خير منكم؟!!
11 - قال عمر كما تقدم في مجمع الزوائد: 9 / 33: (لما مرض النبي (ص) قال: ادعوا لي بصحيفة ودواة أكتب كتابا لا تضلون بعدي أبدا! فكرهنا ذلك أشد الكراهة!! ثم قال: ادعوا لي بصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده أبدا! فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله (ص)؟! فقلت: إنكن صواحبات يوسف إذا مرض رسول الله (ص) عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن رقبته. فقال رسول الله: دعوهن فإنهن خير منكم)!! انتهى. فهل تصدقون عمر وتحكمون بأن نساء النبي صلى الله عليه وآله خير منه ومن وافقه، أم تفضلونهم عليهن؟!
12 - لو أن نبي الله موسى عليه السلام قال لليهود (إيتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لا تضلون بعدي أبدا، ولا تغلبكم أمة من الأمم أبدا، بل تحكمون العالم إلى يوم القيامة) فقال له أحدهم: كلا لا نريد كتابك (حسبنا التوراة)!! ورفضوا أن يكتب لهم نبيهم عهده وعهد ربه!! فماذا تحكمون عليهم؟!
13 - ما معنى الشعار الذي رفعه عمر في وجه النبي: صلى الله عليه وآله (حسبنا كتاب الله)!! ألم يكن يعرف أن الرد على النبي صلى الله عليه وآله لا يجوز، وأن أمر النبي صلى الله عليه وآله بالقبول بالكتاب واجب الإطاعة كالقرآن. ألا يعني ذلك:
أن عمر رفض السنة، كما فعل معمر القذافي فزعم أن القرآن وحده يكفي ولا حاجة إلى السنة؟
وأنه صادر حق النبي صلى الله عليه وآله في رسم مستقبل أمته بعد وفاته كما أمره ربه؟