هو من العذاب الموعود! وقد نص المفسرون على تكرر نزول آيات عند وقوع تأويلها مثل: (إنا أعطيناك الكوثر) وغيرها.
نتائج المواجهة على كل صعيد!
نجح عمر بمساندة قريش القوية أن يحقق أهدافا ضخمة، ليس فقط على صعيد القرار القرشي بعزل بني هاشم ومبايعة قرشي من القبائل المنافسة بالخلافة، بل حقق على صعيد الإسلام والقرآن هدفين طالما طمحت اليهما قريش الطلقاء:
الأول: أن يكون القرآن هو المصدر الرسمي للإسلام فقط، أما السنة فهي مصدر انتقائي، يختار منه عمر وزعماء قريش ما يناسب، ويتركون ما لا يناسب بل يمنعون أصل صدوره من النبي صلى الله عليه وآله!
ثانيا: أن عمر الزعيم المختار من قبائل قريش هو المفسر الرسمي للقرآن، وله الحق أن يمنع النبي صلى الله عليه وآله من كتابة وصيته التي ستلزم المسلمين بإمام ومفسر رسمي للقرآن من بني هاشم!
وقد اضطر عمر لتحقيق هذين الهدفين أن يستعمل الغلظة والشدة في تلك اللحظات الحاسمة من حياة النبي صلى الله عليه وآله، ويجرح شعور النبي صلى الله عليه وآله في بيته وهو يودع أمته، ويجابهه بقرار أكثرية الصحابة ويقول له: أيها الرسول لا حاجة بنا إلى وصيتك ولا إلى إمام من عشيرتك، فالقرآن كاف شاف، ولا نحتاج أن تنصب له مفسرا أيضا، لأن تفسيره من حقنا نحن! لقد قبلنا نبوتك والقرآن الذي أنزله الله عليك، ولكن قريشا تشاورت فيما بينها ونظرت في مستقبلها، فرأت أنه ليس من العدل أن يستأثر بنو هاشم بالنبوة والخلافة، فلا يبقى لقبائل قريش شئ! فاختارت قريش لنفسها ووفقت وأصابت (العبارة الأخيرة صرح بها عمر في الطبري: 3 / 289)!!