5 - هل توافقون القرطبي على أن النبي صلى الله عليه وآله أخطأ في فهم التخيير، بينما ألهم الله عمر نهيه عن الصلاة على المنافقين قبل نزول آية النهي؟!
قال في تفسيره: 8 / 218: (إن قال قائل: فكيف قال عمر: أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه، ولم يكن تقدم نهى عن الصلاة عليهم.
قيل له: يحتمل أن يكون ذلك وقع له في خاطره، ويكون من قبيل الإلهام والتحدث الذي شهد له به النبي (ص)، وقد كان القرآن ينزل على مراده، كما قال: وافقت ربي في ثلاث. وجاء: في أربع، وقد تقدم في البقرة، فيكون هذا من ذلك. ويحتمل أن يكون فهم ذلك من قوله تعالى: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، الآية. لا أنه كان تقدم نهي على ما دل عليه حديث البخاري ومسلم)؟!!
6 - قال الرازي في تفسيره: 16 / 151: (عن ابن عباس أنه لما اشتكى عبد الله بن أبي ابن سلول عاده رسول الله (ص) فطلب منه أن يصلي عليه إذا مات ويقوم على قبره، ثم إنه أرسل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يطلب منه قميصه ليكفن فيه فأرسل إليه القميص الفوقاني، فرده وطلب الذي يلي جلده ليكفن فيه، فقال عمر: لم تعطي قميصك الرجس النجس؟! فقال عليه الصلاة والسلام: إن قميصي لا يغني عنه من الله شيئا، فلعل الله أن يدخل به ألفا في الإسلام، وكان المنافقون لا يفارقون عبد الله، فلما رأوه يطلب هذا القميص ويرجو أن ينفعه، أسلم منهم يومئذ ألف. فلما مات جاء ابنه يعرفه فقال عليه الصلاة والسلام لابنه: صل عليه وادفنه، فقال: إن لم تصل عليه يا رسول الله لم يصل عليه مسلم، فقام عليه الصلاة والسلام ليصلي عليه، فقام عمر فحال بين رسول الله وبين القبلة لئلا يصلي عليه، فنزلت هذه الآية، وأخذ جبريل بثوبه وقال: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا)! انتهى