من ورد النهي عن الصلاة عليهم، فيكبر أربعا). انتهى.
كما أن النهي عن الاستغفار للمنافقين نزل قبل وفاة ابن سلول أيضا، فقد يكون أيضا خاصا بأناس أو بأنواع ليس ابن سلول منهم.
فتخييره صلى الله عليه وآله بين الصلاة وعدمها، وبين الاستغفار وعدمه، إن صحت روايته، لا يكون بسبب فهمه صلى الله عليه وآله للآية كما زعم عمر، بل من طريق الوحي مقيدا لإطلاقها.
من أين صارت صلاة الميت عندهم أربع تكبيرات؟!
عرفت أن مذهب أهل البيت عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله كان يصلي على المؤمنين بخمس تكبيرات، يتشهد بعد الأولى، ويصلي على الأنبياء عليهم السلام بعد الثانية، ويدعو للمؤمنين بعد الثالثة، ويدعو للميت بعد الرابعة، ثم يختم بالخامسة. أما على المنافقين فكان يصلي بأربع تكبيرات، بدون أن يدعو لهم.
ومع أن الصحابة صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله على مئات الجنائز، إلا أنهم اشتبه عليهم الأمر واختلفوا في عدد التكبيرات، فأمرهم عمر بالأربع فاتبعوه.
قال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة: 10 / 417: (ولعل الشبهة الموجبة لتركهم التكبير الخامس ما ورد في بعض الأخبار عنه صلى الله عليه وآله أنه كان يكبر أربعا على بعض الأموات، ولم يتفقهوا إلى أن ذلك إنما هو فيما إذا كان الميت منافقا كما صرحت به أخبار أهل البيت عليهم السلام من أنه صلى الله عليه وآله كان يصلي على بعض خمس تكبيرات، وعلى أناس أربعا، وأنه إذا كبر أربع تكبيرات اتهم بالنفاق.
وربما أكد ذلك عندهم إصرار الشيعة على الخمس، حيث أنهم يتعمدون مخالفتهم، وإن اعترفوا بأن السنة النبوية فيما عليه الشيعة! بل قد صرح بهذا الوجه بعض شراح صحيح مسلم، على ما نقله بعض أصحابنا رضوان الله عليهم، حيث قال نقلا عنه: إنما ترك القول بالتكبيرات الخمس في صلاة الجنازة، لأنه