فهل ترون أن من مناقب عمر سوء أدبه مع النبي صلى الله عليه وآله وعدم اقتناعه بكلامه؟!
وهل تقبلون حديث أن جبرئيل ساعد عمر ومنع النبي صلى الله عليه وآله من الصلاة على ابن سلول، مع أنه صح عندكم أن عمر قال إن النبي صلى الله عليه وآله صلى عليه وصلى هو معه؟!
وهل توثقون يزيد الرقاشي واضع هذا الحديث لمصلحة عمر، مع أنه ضعيف متروك عند علمائكم؟! (راجع: من له رواية في كتب الستة للذهبي: 2 / 380، وإرواء الغليل للألباني: 2 / 59، والكامل لابن عدي: 7 / 258، وتلخيص الحبير لابن حجر: 1 / 366 والمجموع للنووي: 18 / 68، والمحلى لابن حزم: 2 / 13).
7 - ثم قال الرازي: (فإن قيل: كيف يجوز أن يقال إن الرسول رغب في أن يصلي عليه بعد أن علم كونه كافرا وقد مات على كفره، وأن صلاة الرسول عليه تجري مجرى الإجلال والتعظيم له، وأيضا إذا صلى عليه فقد دعا له، وذلك محظور، لأنه تعالى أعلمه أنه لا يغفر للكفار البتة، وأيضا دفع القميص إليه يوجب إعزازه؟!
والجواب: لعل السبب فيه أنه لما طلب من الرسول أن يرسل إليه قميصه الذي مس جلده ليدفن فيه، غلب على ظن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه انتقل إلى الإيمان، لأن ذلك الوقت وقت يتوب فيه الفاجر ويؤمن فيه الكافر، فلما رأى منه إظهار الإسلام وشاهد منه هذه الأمارة التي دلت على دخوله في الإسلام، غلب على ظنه أنه صار مسلما، فبنى على هذا الظن ورغب في أن يصلي عليه، فلما نزل جبريل وأخبره بأنه مات على كفره ونفاقه، امتنع من الصلاة عليه)! انتهى.
فهل تقبلون ذلك وتنسبون عمر إلى النباهة والفطنة، وتنسبون النبي صلى الله عليه وآله إلى السذاجة، وأنه تخيل أن ابن سلول قد أسلم فأراد ان يعمل بتخيله وظنه؟!
8 - ثم قال الرازي في آخر كلامه: (وأما دفع القميص إليه فذكروا فيه وجوها: