كذبهم في وقت نزول آية: استغفر لهم أولا تستغفر لهم ادعى عمر أن آية: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، نزلت بعد اعتراضه على النبي صلى الله عليه وآله لصلاته على ابن سلول، مع أنها كانت نازلة في سورة التوبة مع آية: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم... في غزوة تبوك في السنة الثامنة، أي قبل موت ابن سلول بنحو سنة! فقول عمر إنها نزلت بعد اعتراضه على النبي صلى الله عليه وآله غير صحيح!
والطريف أن البخاري نفسه كذبه فنص على أن سورة براءة نزلت كاملة قطعة واحدة! قال في: 5 / 115: (عن البراء قال: آخر سورة نزلت كاملة براءة). انتهى.
وفي الدر المنثور: 2 / 251: (وأخرج ابن أبي شيبة، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن الضريس، وابن جرير، وابن المنذر، والبيهقي في الدلائل، عن البراء قال: آخر سورة نزلت كاملة براءة). انتهى. فما عدا مما بدا حتى صارت الآية 84 منها نشازا مفصولة عن سياقها؟! (راجع أيضا: البخاري: 5 / 185 وأحمد: 4 / 298، وتفسير الطبري: 6 / 56، وأحكام القرآن: 3 / 112، والبرهان: 1 / 209) قد تقول: ما المانع أن تكون الآية التي ادعى عمر نزولها موافقة له، قد نزلت منفصلة عن بقية سورة التوبة، بعد موت ابن سلول، ثم ألحقت بها؟!
والجواب: أن أدنى تأمل في سياق الآية، يدلك على عدم صحة ادعاء نزولها منفصلة، فسياق الآية التي قبلها ينص على أن النبي صلى الله عليه وآله كان في سفر، وهو سفر تبوك الذي نزلت فيه السورة! قال تعالى: (فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين. ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون). فكيف يكون النبي صلى الله عليه وآله في المدينة ويقول له الله تعالى: فإن رجعك الله إلى طائفة منهم؟!!