المسألة في مصادر التفسير فضلا عن الفقه، فقد ورد في صلاة النبي صلى الله عليه وآله على المنافقين وابن سلول روايات عديدة، منها الصحيح بدرجة عليا كما تقدم!
وقوله رحمه الله: (ورد استغفار النبي (ص) لعبد الله بن أبي وصلاته عليه في بعض المراسيل من روايات الشيعة أيضا) غير دقيق، لأن الرواية المرسلة التي أوردها من تفسير القمي رحمه الله ذكرت صلاته صلى الله عليه وآله على جنازته وأنه استغفر له، ثم نفت أن يكون دعا له أو استغفر له! وهذا نصها، الذي أورده في الميزان: 9 / 355، قال: (وفي تفسير القمي في قوله تعالى: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم.. الآية، أنها نزلت لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة ومرض عبد الله بن أبي وكان ابنه عبد الله بن عبد الله مؤمنا فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأبوه يجود بنفسه فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي إنك إن لم تأت أبي كان ذلك عارا علينا، فدخل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله والمنافقون عنده، فقال ابنه عبد الله بن عبد الله: استغفر له فاستغفر له، قال عمر: ألم ينهك الله يا رسول الله أن تصلي على أحد أو تستغفر له؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله، فأعاد عليه! فقال له: ويلك إني قد خيرت فاخترت، إن الله يقول: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم.
فلما مات عبد الله جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إن رأيت أن تحضر جنازته، فحضر رسول الله صلى الله عليه وآله فقام على قبره، فقال له عمر: يا رسول الله ألم ينهك الله أن تصلي على أحد منهم مات أبدا وأن تقيم على قبره؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ويلك! وهل تدري ما قلت؟ إنما قلت: اللهم احش قبره نارا وجوفه نارا وأصله النار! فبدا من رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يكن يحب). انتهى.
ويرد على كلامه رحمه الله:
أولا، أن روايات الباب عندنا متعددة وفيها الصحيح الذي أفتى الفقهاء اعتمادا