ذلك جواز الاستغفار لهم والصلاة عليهم؟!
وثانيا، إن سياق الآيات التي منها قوله: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا.. الآية، صريح في أن هذه الآية إنما نزلت والنبي (ص) في سفره إلى تبوك ولما يرجع إلى المدينة، وذاك في سنة ثمان، وقد وقع موت عبد الله بن أبي بالمدينة سنة تسع من الهجرة! كل ذلك مسلم من طريق النقل، فما معنى قوله في هذه الروايات إن النبي (ص) صلى على عبد الله وقام على قبره، ثم أنزل الله عليه: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا.. الآية؟!
وأعجب منه ما وقع في بعض الروايات السابقة أن عمر قال للنبي (ص): أتصلي عليه وقد نهاك عن الصلاة للمنافقين؟ فقال: إن ربى خيرني.. ثم أنزل الله: ولا تصل على أحد منهم.. الآية.
وأعجب منه ما في الرواية الأخيرة من نزول قوله: سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم.. الآية، والآية من سورة المنافقون وقد نزلت بعد غزاة بني المصطلق، وكانت في سنة خمس، وعبد الله بن أبي حي عندئذ، وقد حكى في السورة قوله: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.
وقد اشتمل بعض هذه الروايات وتعلق به بعض من انتصر لها، على أن النبي صلى الله عليه وآله إنما استغفر وصلى على عبد الله ليستميل قلوب رجال منافقين من الخزرج إلى الإسلام. وكيف يستقيم ذلك وكيف يصح أن يخالف النبي صلى الله عليه وآله النص الصريح من الآيات استمالة لقلوب المنافقين ومداهنة معهم، وقد هدده الله على ذلك بأبلغ التهديد في مثل قوله: إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات.. الآية؟! فالوجه أن هذه الروايات موضوعة، يجب طرحها بمخالفة الكتاب). انتهى.
أقول: من الواضح أن صاحب الميزان رحمه الله لم يستوف التأمل في أحاديث