فيستحيل أن تتساوى نسبتها مع ذلك القدر إلى الماء نسبة الحركة في الخلاء إلى الحركة في الماء. وبالله التوفيق.
(الثالثة) إثبات كونه تعالى قادرا على جميع الممكنات.
(الرابعة) كونه تعالى عالما بجميع المعلومات الكلية والجزئية ليميز بين الأجزاء الأصلية لزيد ولعمرو والفاضلة فيهما ويرد كل أصل إلى بدن صاحبه، وهاتان المقدمتان قد بينا صحتهما.
وإذا ثبتت هذه المقدمات ظهر أن تلك الأجزاء التي تفرقت يمكن تركيبها بعينها كما كانت، وهو مرادنا بجواز المعاد الجسماني، وإلى هذا أشار القرآن الكريم بقوله " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده " إلى قوله " العزيز الحكيم " (1) استلزم ذلك كمال قدرته تعالى وكون الإعادة ممكنة وإلا لما تعلقت بها القدرة ودل قوله " وهو العزيز الحكيم " على كمال علمه تعالى وقدرته.
أما المنكرون للمعاد الجسماني من الفلاسفة فقد احتجوا بوجوه:
(أحدها) لو صح حشر الأجسام لصحت إعادة المعدوم بعينه، لكن اللازم باطل فالملزوم كذلك. بيان الملازمة: إن الإنسان ليس عبارة عن تلك الأجزاء الأصلية فقط، لأنها إذا تفرقت وصارت ترابا من غير حياة ولا مزاج فإن كل أحد يعلم أن ذلك التراب ليس عبارة عن زيد بل إنما تكون تلك الأجزاء هي زيد إذا تألفت على وجه مخصوص وقامت بها حياة وعلم وقدرة، وإذا كان كذلك فعند تفرق تلك الأجزاء تزول تلك الصفات وتفنى، وحينئذ تبطل ماهية زيد من حيث أنه ذلك الشخص المعين، فحينئذ لا تصح إعادته من حيث هو كذلك إلا بإعادة أعراضه التي زالت وفنيت، وذلك يستلزم صحة إعادة المعدوم. وأما بطلان