" ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " (1) وأمثاله، والمكتوب في القلب والداخل فيه لا يجوز أن يكون هو القول اللساني، ولا شئ من أعمال سائر الجوارح.
وأما الثاني: فلما ثبت في أصول الفقه أن الاشتراك خلاف الأصل، وقد تبين أيضا أن شيئا من أعمال الجوارح لا يجوز أن يكون جزءا من الإيمان، لوجوب اجتماع الجزء والكل في محل واحد، وامتناع كون القلب محلا لشئ من أعمال سائر الجوارح.
البحث الثاني:
الكفر هو إنكار صدق الرسول عليه السلام وإنكار شئ مما علم مجيئه به بالضرورة.
والنفاق هو إظهار الإيمان والإسلام وإسرار الكفر.
وأما الفسق فهو الخروج عن طاعة الله ورسوله في بعض الأوامر والنواهي الشرعية التي يجب امتثالها مع اعتقاد ذلك الوجوب، وهو عند المعتزلة منزلة بين الكفر وبين الإيمان، ولا يصدق عندهم على الفاسق أنه مؤمن ولا كافر، وعند الحسن البصري أنه منافق.
وعند جماعة من الزيدية والخوارج أنه كافر.
وعندنا أنه مؤمن بإيمانه فاسق بفسقه.
لنا: إن الفاسق من أهل الصلاة مصدق بالله ورسوله ودينه، فكان مؤمنا.