وأما الخبر فقوله عليه السلام: آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة.
فكان عليه السلام مقدم ولده عند الله تعالى وأفضلهم، وهو المطلوب.
البحث الخامس:
إن محمدا عليه السلام لم يكن قبل نزول الوحي على شريعة تختص بأحد من الأنبياء السابقين، لأن الشرائع التي كانت قبل عيسى عليه السلام كانت منسوخة بشريعة عيسى، وأما شريعة عيسى فأكثر الناقلين لها كانوا كفارا بطريق القول بالتثليث والحلول والاتحاد، والسالمون من هذه الاعتقادات لو وجدوا كانوا على غاية من القلة، فلا يجوز الاعتماد على نقلهم والوثوق بقولهم.
فأما الأمور الكلية والقواعد الحقيقية التي اتفقت الأنبياء على القول بها وشهدت البراهين العقلية بصحتها كالعلم بوجود الصانع ووحدانيته وما ينبغي له من الصفات والأفعال والقول بالمعاد واستكمال النفوس بالعلوم ومكارم الأخلاق فقد كان عليه السلام متعبدا بها، وإليه الإشارة بقوله تعالى " قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم * دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا " (1) الآية، ونحوها من الآيات.
إلا أن تعبده بتلك لا من حيث أنهم كانوا متعبدين بها، بل لأنها في أنفسها كمالات واجب اعتقادها والاستكمال بها.
البحث السادس:
إنه عليه السلام مبعوث إلى جميع الخلق، خلافا لبعض اليهود فإنهم زعموا أنه مبعوث إلى العرب خاصة.
لنا: إنهم سلموا كونه نبيا فوجب كونه معصوما، وقد أخبرنا بالتواتر أنه