بعد اليوم إلا ما قلت في نفسك. وقال صالح بن سهيل: كنت أقول في الصادق ما تقول الغلاة، فنظر إلي وقال: ويحك يا صالح، إنا والله عبيد مخلوقون لنا رب نعبده، وإن لم نعبده عذبنا (1).
* * * وروى الشيخ الطوسي في أماليه، بإسناده إلى أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، قال: حدثني من سمع حنان بن سدير يقول: سمعت أبا سدير الصراف يقول: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يرى النائم وبين يديه طبق مغطى بمنديل، فدنوت منه وسلمت عليه، فرد علي السلام، ثم كشف المنديل عن الطبق فإذا فيه رطب، فجعل يأكل منه، فدنوت منه فقلت: يا رسول الله، ناولني رطبة، فناولني واحدة فأكلتها، ثم قلت: يا رسول الله، ناولني أخرى، فناولنيها فأكلتها، وجعلت كلما أكلت واحدة سألته أخرى حتى أعطاني ثمانية رطبات فأكلتها، ثم طلبت منه أخرى فقال لي: حسبك. قال: فانتبهت من منامي. فلما كان الغد دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) وبين يديه طبق مغطى بمنديل كأنه الذي رأيته في المنام بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلمت عليه فرد علي السلام، ثم كشف الطبق فإذا فيه رطب، فجعل يأكل منه، فعجبت لذلك وقلت: جعلت فداك ناولني رطبة، فناولني فأكلتها وطلبت أخرى حتى أكلت ثماني رطبات، ثم طلبت منه أخرى فقال لي: لو زادك جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لزدناك. فأخبرته الخبر فتبسم تبسم عارف بما كان (2).
* * *