من ربه، خائف، وجل، لي والله رب أعبده، لا أشرك به شيئا، ما له أخزاه الله وأرعبه ولا آمن روعته يوم القيامة... ما كانت تلبية الأنبياء هكذا، ولا تلبيتي، ولا تلبية الرسل، إنما لبيت ب: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك) " (1).
وعن سدير قال:
" قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن قوما يزعمون أنكم آلهة، يتلون بذلك علينا قرآنا: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله). فقال (عليه السلام): (يا سدير، سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء، وبرئ الله منهم، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي، والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلا وهو ساخط عليهم) " (2).
وكما كذبوا على الإمام الباقر والصادق وتبرءا منهم، كذلك كذبت فرق على الإمام موسى بن جعفر بعد وفاته، وقالوا إنه لم يمت، ولكن رفع كما رفع عيسى، وسيعود مرة أخرى، فتبرأ ولده الإمام علي بن موسى الرضا منهم ولعنهم، وهكذا كان أهل البيت (عليهم السلام) يبرأون من أولئك، وهكذا كان كما قال الإمام الصادق، لا يزال يكذب على أهل البيت (عليهم السلام) في كل فترة كذابون، يستهدفون بذلك تشويه منهج أهل البيت (عليهم السلام)، والكيد للإسلام، وتعريض حياة الأئمة للأخطار وسوء السمعة، إلا أن أهل البيت (عليهم السلام) حددوا الموقف الصريح من أولئك المخربين كما أوضحنا. ومن نعم الله على الإسلام وأهله أن انقرضت تلك الفرق الضالة وهي في مهد نشوئها، ولم يبق منها إلا ذكرها السيء في كتب التأريخ.